كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 276 """"""
وتسعين وستماية . وترك أخاه خربندا بخراسان واستقر نيروز أتابك العسكر ومدبر المملكة .
وفي سنة خمس وتسعين وستمائة فارقت الطائفة الأويراتية بلاد التتار ، وحضروا إلى الديار المصرية والشام ، والتجأوا إلى الملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري ، وكانوا زهاء ثمانية عشر ألف بيتا ومقدمهم طرغاي ، وسنذكر أخبارهم في دولة الترك في الأيام العادلية ، وكان سبب هربهم أن مقدمهم طرغاي كان ممن وافق بيدو على قتل كيخاتو ، فلما صار الملك إلى غازان خافه طرغاي على نفسه ، فهرب هو ومن انضاف إليه .
وفي سنة سبع وتسعين وستماية حضر إلى غازان جماعة من النواب بالممالك الإسلامية والأمراء ، وهم : الأمير سيف الدين قفجاق نائب الشام ، والأمير سيف الدين بكتمر أمير جندار المعروف بالسلاحدار ، والأمير فارس الدين البكي الساقي نائب المملكة الصفدية ، والأمير سيف الدين بوزلار ، والأمير سيف الدين عزاز الصالحين والتحقوا به للسبب الذي نذكره إن شاء الله في أخبار الملك المنصور لاجين المنصوري .
وفيها قتل غازان أتابكه نيروز وسبب ذلك أن نيروز أحس بما أضمر له غازان من قتله ، فكاتب الملك المنصور لاجين ، والتمس منه أن يجرد عسكرا ليساعده على الحضور إلى أبوابه ، فوقعت الأجوبة في يد غازان ، فأحضره وقتله . وقتل أخويه فيما بعد ، وقتل الذي وصل إليه بالأجوبة من الديار المصرية . ورتب قطلوشا في نيابته عوضا عن نيروز .
وفيها أيضا فارق سلامش بن أفاك بن بيجو وأخوه قطقطو بلاد التتار إلى الديار المصرية وكان سلامش معدما على التمان ببلاد الروم . فلما وصل إلى الديار المصرية خيره الملك المنصور لاجين في المقام بمصر أو الشام ، فسأله أن يجرد معه عسكرا ليخلص أهله من الروم ، فجرد معه طائفة من العسكر بحلب . فلما قاربوا بلاد الروم ظفر بهم التتار وأخذوا عليهم المضايق ففر سلامش ، والتجا إلى قلعة من قلاع الروم ، ثم أحضر إلى غازان فقتله ، واستقر قطقطو بمصر .

الصفحة 276