كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 282 """"""
وكان سبب ذلك أن السلطان الملك الناصر قبض على جماعة من الأمراء ممن اتهمهم ونقم عليهم . فخاف هؤلاء على أنفسهم ففارقوا البلاد ، ولجأوا إليه ، فقبلهم وأكرمهم وتجهز بعساكره وقصد الشام ونازل الرحبة والأمراء معه . وقيل إن خربندا لم يصل إلى الرحبة ، وإنما وصلت جيوشه إليها ، وحاصروها وأقام هو شرقي الفرات . ثم رجعت عساكره عنها في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ولم يعلم سبب رجوعهم ، وعادوا إلى بلادهم .
ذكر خبر مدينة قنغر لام وتسمى السلطانية
هذه المدينة كان غازان قد شرع في إنشائها واهتم بأمرها ، فهلك قبل تكملتها ، فأمر خدا بندا بالاهتمام بعمارتها . وهي مدينة بالقرب من قلعة كرد كوه على عشرة مراحل من مدينة تبريز . ووصلت إلينا الأخبار في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة أنها كملت وسكنت وأن خدابندا نقل إليها من مدينة تبريز جماعة كثيرة من التجار والمتعيشين والحاكة والصناع وغيرهم ، وألزمهم سكناها والإقامة بها ، فسكنوها على كره منهم . ثم وصلت الأخبار إلينا أن أكثر الحاكة والصناع تسحبوا منها وعادوا إلى تبريز وغيرها من البلاد التي نقلوا منها .
ذكر وفاة خدابندا وملك ابنة أبي سعيد بن خدابندا
وفي سنة ست عشرة وسبعمائة وردت الأخبار بوفاة خدا بندا وأن وفاته كانت في سابع شوال من السنة . وكان قد أظهر الرفض وتمذهب به ، وقرب الروافض ، وأبعد أهل السنة وأطرحهم وأهانهم ، ونقل إلينا أنه قبل وفاته أمر بإشهار النداء بنواحي

الصفحة 282