كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 5 """"""
ونزل بأسفل الرقة في عسكره ، ومن انضاف إليه ، وأظهر أنه على قصد الحلة وإخراج الأمير دبيس بن صدقة عنها ، وجمع جموعاً كثيرة من العرب والأكراد وفرق الأموال الكثيرة والسلاح . وكان الملك مسعود بن السلطان محمد بالموصل عند أتابكه الأمير جيوش بك كما ذكرناه في أخبار السلطان محمد ، فأشار عليهما جماعة بقصد العراق ، وقالوا لامانع دونه ، فسارا في جيوش كثيرة ، ومع الملك مسعود وزيره فخر الملك أبو علي بن عمار صاحب طرابلس ، وقسيم الدولة اقسنقر جد نور الدين الشهيد ومعهم صاحب سنجار ، وصاحب أربل ، وكرباوى بن خراسان التركماني صاحب البوازيج .
فلما علم البرسقي بقربهم خافهم ، وتجهز لقتالهم عندما قربوا من بغداد ، فسار إليهم ليقاتلهم ، فأرسل إليه الأمير كرباوي في الصلح ، وأعلمه أنهم إنما جاؤوا نجدة له على دبيس ، فاصطلحوا وتعاهدوا . ووصل الملك مسعود إلى بغداد ، ونزل بدار الملكة ، فأتاهم الخبر بوصول الأميرعماد الدين منكبرس المقدم ذكره في جيش كبير ، فسار البرسقي عن بغداد ليحاربه ويمنعه من دخولها ، فلما علم منكبرس بذلك قصد النعمانية واجتمع هو والأمير دبيس ابن صدقة واتفقا على المعاضدة والتناصر وقوى كل منهما بصاحبه . فلما اجتمعا سار الملك مسعود والبرسقي وجيوش بك ومن معهم إلى المدائن للقاء تدبيس ومنكبرس ، فأتتهم الأخبار بكثرة جمعهما ، فعاد البرسقى

الصفحة 5