كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 6 """"""
والملك مسعود وعبرا نهر صرصر ، وحفظا المخائض عليه ، ونهب الطائفتان السواد نهبا فاحشا ، واستباحوا النساء ، فأرسل الخليفة المسترشد بالله - وكان قد بويع له بعد وفاة أبيه - إلى الملك مسعود وإلى البرسقي ينكر ذلك ، ويأمرهم بحقن الدماء ، وترك الفساد ، والموادعة والمصالحة . فأنكر البرسقي أن يكون ذلك قد وقع ، وأجاب إلى العود إلى بغداد ، وعاد ، ووقع الصلح والاتفاق بينهما . وكان سبب الاتفاق أن جيوش بك كتب إلى السلطان محمود يطلب الزيادة للملك مسعود ولنفسه ، فوصل كتاب الرسول يذكر أنه لقي من السلطان إحسانا كثيرا ، وأنه أقطعها أذربيجان . فوقع الكتاب إلى منكبرس ، فأرسله إلى جيوش بك ، وضمن له إصلاح السلطان محمود له وللملك مسعود . وكان منكبرس متزوجا بأم الملك مسعود واسمها سرجهان ، فعند ذلك تفرق عن البر سقي من كان معه ، وبطل ما كان يحدث به نفسه من التغلب على العراق بغير أمر السلطان والتحق بخدمة الملك مسعود ، واستقر منكبرس في شحنكية بغداد ، وعاد الملك مسعود وجيوش بك إلى الموصل وعاد دبيس إلى الحله .
واستقر منكبرس ببغداد ، وأخذ في الظلم والعشق والمصادرات ، فاختفى أرباب الأموال ، وانتقل جماعة إلى حريم الخلافة خوفا منه ، وكثر فساد أصحابه ، حتى أن بعض أهل بغداد تزوج بامرأة فلما زفت إليه أتاه بعض أصحاب منكبرس وكسر بابه وجرح الزوج عدة جراحات ، وابتنى بالمرأة . فكثر الدعاء على منكبرس وأصحابه واستغاث الناس وأغلقوا الأسواق . فبلغ السلطان ذلك فاستدعاه إليه وحثه على اللحاق به ، وسار إلى السلطان ، وظهر من كان قد استتر من الناس .
ذكر عصيان الملك طغزل على أخيه السلطان محمود
.
كان الملك طغرل لما توفى والده بقلعة من سرجهان . وكان والده قد

الصفحة 6