كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
أقطعه ساوه وآوه وزنجان في سنة أربع وخمسمائة : وعمره إذ ذاك سنة ، فإن مولده كان في سنة ثلاث وخمسمائة .
وجعل السلطان أتابكة الأمير شيركير ، ففتح عدة من قلاع الاسماعيلية في سنة خمس وخمسمائة ، منها قلعة كلام وقلعة بيرة وغيرهما . فازداد ملك طغرل بما فتحه أتابكه شيركير ، فأرسل السلطان محمود الأمير كندغدي ليكون أتابكا لأخيه الملك طغرل ومدبرا لأمره ، وأمره بحمله إليه . فلما وصل إليه حسن له مخالفة أخيه ونزع يده من طاعته ، فوافقه على ذلك ، فسمع السلطان الخبر ، فأرسل شرف الدين أنو شروان بن خالد ، ومعه خلع وتحف وثلاثين ألف دينار ، ووعد أخاه باقطاع كثير زيادة على ما بيده إن هو قصده واجتمع به ، فلم يجب إلى الاجتماع به ، وقال كندغدي : نحن في طاعة السلطان ، وأي جهة أراد قصدناها ، ومعنا من العساكر مانقاوم بهم من أمرنا بقصده . فبينما هم في ذلك إذ ركب السلطان محمود من باب همذان في عشرة آلاف فارس جريدة ، وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ، وكتم مقصده ، وعزم على أن يكبس أخاه طغرل والأمير كندغدى . فرأى أحد خواص السلطان تركيا من أصحاب الملك طغرل ، فأعلم السلطان به ، فقبض عليه . وكان معه رفيق سلم ، وسار عشرين فرسخا في ليلة ، ووصل إلى الأمير كندغدي وهو سكران ، فأيقظه بعد جهد ، وأعلمه بالخبر ، فقام كندغدي لوقته وأخذ الملك طغرل وسار به مختفيا ، وقصد قلعة سميران ، فضلا عن الطريق إلى قلعة سرجاهان ، وكان ضلالهما سبباً لسلامتهما ، فإن السلطان جعل

الصفحة 7