كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 27)

"""""" صفحة رقم 9 """"""
ثلاث عشرة وخمسمائة ، وكان سبب قتله أنه لما انهزم السلطان محمود من عمه ، عاد إلى بغداد ، فنهب عدة مواضع من طريق خراسان ، وقصد دخول بغداد ، فسير دبيس بن صدقة من منعه ، فعاد وقد استقر الصلح بين السلطان وعمه ، فدخل إلى السلطان سنجر ومعه سيف وكفن ، فقال له : أنا لاأؤاخذ أحداً وسلمه إلى السلطان محمود وقال له : هذا مملوكك ، اصنع به ما تريد فأخذه ، وكان في نفسه منه أشياء : منها أنه لما توفي السلطان محمد أخذ سريته والدة الملك مسعود قهراً قبل انقضاء عدتها ، ومنها استبداده بالأمور دونه ، ومسيره إلى شحنكية العراق والسلطان كاره لذلك ، ومافعله ببغداد . فقتله صبرا وأراح الناس من شره والله أعلم .
ذكر مقتل الأمير علي بن عمر
وفيها أيضاً قتل الأمير علي بن عمر . حاجب السلطان محمد ، وكان قد صار أكبر الأمراء ، وانقادت له العساكر ، فحسده الأمراء وأفسدوا حاله مع السلطان محمود وحسنوا له قتله . فعلم بذلك فهرب إلى قلعة برجين - وهي بين بروجرد وكرج - وكان بها أهله وماله ، وسار منها في مائتي فارس إلى خوزستان ، وكانت بيد أقبوري بن برسق وابني أخويه أرغلي بن يلبكي وهندو بن زنكي . فأرسل إليهم وأخذ عهودهم بأمانة وحمايته . فلما سار إليهم أرسلوا عسكراً منعوه من قصدهم ، ولقوه على ستة فراسخ من تستر فانهزم هو وأصحابه ووقف به فرسه ، فانتقل إلى غيره ، فنشب

الصفحة 9