كتاب صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله

أبي صادقٍ: أنا أبو عبد الله بن باكويهِ: أخبرني أبو يعقوبَ الخراطُ: أنا أبو محمدٍ القرظيُّ: أخبرني عثمانُ بن عليٍّ: أخبرني نبهانُ المغلسُ: أخبرني حذيفةُ بن قتادةَ المرعشيُّ، قال: كنت في المركب، فكُسر بنا، فوقعتُ أنا وامرأة على لوح من ألواح المركب، فمكثنا سبعة أيام.
فقالت المرأة: أنا عطشى، فسألتُ الله تعالى أن يَسقينا، فنزلت علينا من السماء سلسلةٌ فيها كوزٌ معلَّق فيه ماء. فشربتُ، فرفعتُ رأسي انظر إلى السلسلة، فرأيت رجلًا جالسًا في الهواء متربعًا.
فقلت: ممن أنت؟
قال: من الإنس.
قلت: فما الذي بلغك هذه المنزلة؟
قال: آثرتُ مرادَ الله على هواي، فأجلسني كما تراني.
أخبرنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا القاضي سليمانُ: أنا الحافظُ ضياءُ الدينِ: أنا جماعةٌ من شيوخنا: أنا ابن المحبِّ: أنا أبو عليٍّ الحدادُ: أنا الحافظُ أبو نعيمٍ: أنا أبو محمدِ بن حيانَ: ثنا إبراهيمُ بن محمدٍ: ثنا أحمدُ بن فضيلٍ، قال: غزا أبو معاويةَ الأسود، فحاصر المسلمون حصنًا فيه عِلْجٌ لا يرمي بحجبر ولا نُشَّابٍ إلا أصاب به، فشكَوْا ذلك إلى أبي معاوية، فقرأ: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، ثم قال: استروني منه، فلما وقف، قالوا: أين تريدون بإذن الله؟ قال: المذاكير.
فقال: أَيْ رَبِّ! سمعتَ ما سألوني، فأعطني ما سألوني،

الصفحة 168