كتاب صب الخمول على من وصل أذاه إلى الصالحين من أولياء الله

قال: أما إذ أبيت إلا الوصية، فأحفظ عني: التمس رضوانه في ترك مناهيه، فهو أوصلُ إلى الزلفى لديه.
قال: فقلت للآخر: أوصني، فبكى، واستخرجها سفحًا للدموع، ثم قال: أي أخي! لا تبتغ في أمرك تدبيرًا غير تدبيره، فتهلِكَ فيمن هلك، وتضلَّ فيمن ضلَّ.
وبه إلى الإمامِ أبي الفَرَج: أنا أبو بكرٍ العامريُّ: أنا عليُّ بن أبي صادقٍ: أنا أبو عبد الله بن باكويهِ: سمعتُ محمدَ بن الفرحانِ يقول: سمعتُ الجنيدَ يقول: سمعتُ أبا جعفرٍ الخصافَ يقول: حدثني جابرٌ الرحبيُّ، قال: أكثرَ عليَّ أهلُ الرحبةِ يُنكرون عليَّ ما يُعطي الله -عَزَّ وَجَلَّ- أولياءه، فخرجتُ إلى خارج، فركبت السبعَ، ودخلتُ إلى الرحبةِ وأنا أقول: أين الذين يؤذون أولياء الله، فينكرون عليهم؟ فَكَفُّوا عني.
وبه إلى الإمامِ أبي الفَرَجِ: أنا عمرُ بن طغر: أنا أحمدُ: أنا عبد العزيزِ بن عليٍّ: أنا عليُّ بن عبيدِ الله بن جهضمٍ: أنا الخلديُّ: حدثني أبو العباسِ، عن محمدٍ غلامِ أبي عبيدٍ، قال؟ وَدَّعْتُ أبا عبيد حين أردت الحج.
فقال لي: معك شيء؟
قلت: لا، ليس معي غيرُ هذه الركوة.
فقال: إذا أردت شيئًا، أو جعتَ، أو عطشتَ، فصلِّ ركعتين، واجعلها على يمينك، فإذا سلَّمتَ، رأيتَ كلَّ ما تحب.

الصفحة 174