كتاب أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع
وتعاطيهم المخدرات، ومن تدخين جماعي في معسكرات الأطفال، في بعض دول أوروبا، ومقاطعات أمريكا، ومن جرائم جنسية يندى لها الجبين.
ولنسأل أنفسنا أي ضياع للأطفال، والطفولة يفوق هذا الضياع؟.. اللهم إلا أن يكون ضياع الأطفال غير الشرعيين، وهو بلاء آخر من ثمرات هذا العصر، فقد بلغ عدد هؤلاء في أوائل الخمسينات نصف مليون في إنكلترا وحدها، نصف مليون من الناقمين على الحياة، وعلى المجتمع الذي تركهم قلقين تائهين، لا يعرفون لهم أصلا، ولا انتماء ولا أهلًا.
فأين يجد هؤلاء العطف والتقدير، وكيف نطلب منهم الجود بعطف حرموه في طفولتهم، أو إبداء خلق لم تقدمه لهم تربية الملاجئ ودور الأيتام، أو صدقات المحسنين، ومن ضياع الطفولة عامة يبدو لضياع الإناث من الأطفال أهمية خاصة: فهنا تفقد الطفلة أنوثتها المستقبلية، فيضيع انضباط العلاقات الجنسية، فضلا عن تكليفها فوق طاقتها، ووضعها في مواضع منافية لفطرتها، وبالنتيجة بنهار بناء الأسرة بانهيار ربتها، وحرمان الأبناء من حسن تربية الأمهات.
ذلك أن التربية الحديثة لم تحترم أنوثة المرأة، وما هيأتها إلا كما هيأت الرجل تماما، للمعامل والوظائف، والخدمات العامة، مع إغرائها بمنافسة الرجل في كل الميادين، وجميع ظروف الحياة.
وكانت النتيجة لهذه التربيسة المنحرفة، ولقيام المرأة بأعمال الرجل، ومخالطته في كل عمل، من غير ضابط لمشاعر الجنس، ولا وازع يمنع من ابتذالها، أن ابتذلت المرأة واختفت أنوثتها، وخشن جسدها وغلظ صوتها، وفقدت رقتها المعنوية، فلم يعد الرجل يجد في المرأة ما يشده إليها مع ما يعاني من دوافع غريزي يدعوه إلى إرضائه بأي شكل، وهكذا أراد مخططو انهيار البشرية، وهكذا أطاعت المرأة، واندفعت متعامية وراء الهوى، وهكذا اشترك الجميع في مؤامرة تخريب الجنس البشري، والعلاقات الاجتماعية.
الصفحة 11
240