فطرق خالدٌ مالكاً وقومه على ماءٍ لهم يقال له: البعوضة, فذعرهم, فأخذوا السلاح, فكان في حجة خالدٍ [عليهم] أنه أنظرهم إلى وقت الأذان, فلم يسمع أذاناً. وبنو تميم تقول: إنه لما هجم عليهم خالدٌ قال: ما أنتم؟ قالوا: نحن المسلمون. قال: ونحن المسلمون. قال: فما بال السلاح؟ قالوا: ذعرتمونا. قال: فضعوا السلاح.
والمجمع عليه أن خالداً حاوره, وراده, وأن/ مالكاً سمح بالصلاة, والتوى بالزكاة. فقال خالدٌ: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً, لا تقبل واحدةٌ من [دون] الأخرى. قال: قد كان يقول ذلك صاحبكم. قال: وما تراه لك صاحباً! والله لقد هممت أن أضرب عنقك. ثم تجادلا, فقال له خالدٌ: إني أقتلك. قال: وبذا أمرك صاحبك؟ قال: وهذه بعد؟ والله لأقتلنك.