كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 1)

الأرض بما رحبت, وقلت: ألحق بالشام أو اليمن أو ببعض البلاد. فوالله إني لفي ذلك من همي إذ قال لي رجل: ويحك إن محمداً لن يقتل أحداً دخل في دينه. فخرجت حتى قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلم يرعه إلا وأنا قائمٌ على رأسه أشهد شهادة الحق. قال: أوحشيٌ؟! قلت: نعم. قال: فاجلس فحدثني كيف قتلت حمزة/ فجلست فحدثته كما حدثتكما, فقال: ويحك غيب عني وجهك فلا أراك. فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان حتى قبض الله رسوله.
فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة, خرجت معهم بحربتي التي قتلت بها حمزة, فلما التقى الناس نظرت إلى مسيلمة وفي يده السيف, فوالله ما أعرفه, وإذا رجل من الأنصار يريده من ناحيته الأخرى, فكلانا يتهيأ له, حتى إذا أمكنني رفعت عليه حربتي فوقعت فيه, وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف, فربك أعلم أينا قتله؟ فإن كنت أنا

الصفحة 295