كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

زيادٌ فهرب, ثم قدم البصرة بإبلٍ لأبيه يبيعها ويمتار له, فباعها وجعل يصرر أثمانها. فقال له رجلٌ: لشدما تصر عليها! أما والله لو أنه رجلٌ أعرفه ما صر عليها. فقال: ومن هو؟ قال: غالب بن صعصعة!.. فنثرها الفرزدق وأنهبها/ الناس, فصاح به صائحٌ: ألق رداءك يابن غالبٍ! فألقاه. ثم صيح به: ألق قميصك! فألقاه. وقال الناس: جاهليةٌ!..
فبلغ خبره زياداً فأرسل الخيل في طلبه, فأردفه رجل من بني الهجيم على فرس, فسبق قبل مجيئهم, فأخذ زيادٌ عميه: ذهلاً والزحاف ابني صعصعة, فحبسهما, ثم كلم فيهما فأطلقهما, وقدم الفرزدق على أبيه. فكانت في نفس زياد مع ما سبق من شكوى بني فقيمٍ له.
ثم وفد الأحنف بن قيسٍ وجارية بن قدامة والجون بن

الصفحة 323