كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 1)

ويقال لفناء الدار: ((عذرةٌ)). قال الحطيئة يهجو قومه:
لعمري لقد جربتكم فوجدتكم ... قباح الوجوه منتني العذرات
/ يريد منتني الأفنية بما يطرحون فيها من الأقذار. وقال كثيرٌ:
إذا سلف منا مضى لسبيله ... حمى عذرات الدار من يتخلف
وفي الحديث: ((اليهود أنتن خلق الله عذرةً)) يريد أفنيةً. وإنما سمي ما يخرج من الإنسان: ((عذرةً)) من هذا، أنهم كانوا يطرحونه بأفنية الدور، فسمي باسم الموضع الذي يلقى فيه، كما سميت المزادة التي يحمل فيها الماء ((راويةً)). وإنما ((الراوية)): الجمل الذي يحمل مزادة الماء فسميت باسم الجمل.
و ((العذارة)): القطعة المستطيلة من الأرض، قيل لها/: ((عذارٌ)) كأنها حاجزٌ بين شيئين، ويجمع ((عذرٌ)). وينشد أصحاب المعاني أبياتاً لا أدري لمن هي؟.. فيها:

الصفحة 35