فلقيت رسل الحجاج ابنيه فقدموا بهما، وبلغ خبرهما ابني عمهما الفضل وعبيد الله ابني الفضل بن العباس، فخشيا إن قدم بهما على الحجاج أن يضرب أعناقهما، فدخلا على عمر بن عبد العزيز -وهو أمير المدينة- فكلماه فيهما, فكتب فيهما إلى عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك –وأمه ليلى بنت عبد العزيز- يسأله أن يكلم أباه في الصفح عنهما, وجعل كتابه: ((لعبد العزيز/ بن الوليد من عمر بن عبد العزيز. أما بعد! فإن عبد الرحمن بن العباس كان ممن غلب عليه درك الشقاء بخروجه مع ابن الأشعث, فهرب حتى لحق بالسند فهلك, وإن رسل الحجاج أخذوا ابنيه غلامين حدثي السن, فإن يقدم بهما على الحجاج يضرب أعناقهما. فكتبت إليك أحضك بكتابي لتعمل في أمرهما, فيكون لك بهما عند العرب وعند بني عبد مناف خاصةً يدٌ, فشمر ولا آلونك, ولو كتبت لأخيك لشمر)).
فانطلق الهاشميان حتى لقيا عبد العزيز, فدفعا/ الكتاب إليه. فلما قرأ العنوان مبدأ باسمه قبل اسم عمر قال: مرحباً بكما وبمن بعث بكما. ثم أتى أباه, فقرأ عليه الكتاب فقال له الوليد: أبدأ بك خالك؟ قال: نعم. قال: والله ما أعلم رجلاً في العرب له خالٌ إلا وخالك أفضل من