عمرو بن العلاء قال: بعث الحارث بن أبي شمرٍ الغساني ملك الشام خيلاً فأغارت على مضر وربيعة، فغنموا وسبوا وأسروا وانصرفوا. فخرج قوم من/ الحيين جميعاً في وفد أسراهم، وكان فيمن خرج علقمة بن عبدة وكان يدعى الفحل وكان له أخ يقال له: شأسٌ، قد أسرته غسان، فقدم مع أصحابه وقد امتدح الحارث بن أبي شمر.
وكان علقمة في دهره من أحسن الناس غناءً وأجودهم جرماً. وكان دميماً شديد السواد، فكان إذا أتى الحاجب ليستأذن له، لم يلتفت إليه لدمامته وسواده، فشكا ذلك إلى رجل من غسان، فقال له: إنك قد مدحت الملك بمديح لم يمدح بمثله، فأت فلانةً الطحانة مولاة آل