كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

من حديثه كما حدثني ابن زكويه قال: حدثنا عبد الله بن الضحاك عن ابن الكلبي عن أبي مسكين قال: كان المنذر بن ماء السماء -وأمه امرأة من النمر بن قاسط يقال لها: ماء السماء، وكان قد طال ملكه، وهو ابن النعمان الأكبر- جمع جيشاً عظيماً من معدٍ كلها، فأعطى فيهم وأحسن العطايا غير أنه لم يكن معه من غطفان أحدٌ، وكانت بنو أسدٍ مع حصن بن حذيفة بن بدرٍ، فقالوا له: إن المنذر قد قسم في الناس وأعطى مالاً كثيراً فترى أن نغزو معه فإنا نرى أنه سيظهر على الشام. فقال لهم حصن: بئس الوالي والحليف أنا لكم إن أمرتكم إلا بما آمر به نفسي، لا آمركم بذلك، فعصوه وغزوا مع المنذر.
فخرج المنذر يسير بمن معه من الناس حتى أتى عين أباغ. وبلغ أمره الحارث بن أبي شمرٍ، وأخبر بمن قد أتاه من الناس فعمد إلى ثمانين غلاماً من غسان فألبسهم الثياب، وفيهم غلمانٌ لهم ذوائب

الصفحة 398