كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

الحنفي فكساهم، وأحسن إليهم، وحملهم، وزودهم، وسار معهم حتى دخل على كسرى فكلمه، وكان هوذة رجلاً جميلاً، فأخبره الخبر، وقص عليه الذي كان، فدعا كسرى بعقد درٍ فعقده على رأسه، وكساه قباء ديباجٍ في كسوة كثيرة، وسأله عن ماله ومعيشته فأخبره هوذة أنهم في عيشٍ رغدٍ وقصورٍ ونخل ومزارع، وأخبره أنهم يغزون المغازي فيصيبون.
/ قال كسرى: ما ولدك؟ قال: عشرةٌ، قال: أيهم أحب إليك؟ قال: غائبهم حتى يقدم، وصغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ. قال كسرى: الرأي الذي أخرج هذا منك حملك على طلب الوسيلة عندي! ودعا كسرى جوانبوذان بن درستويه وهو الذي يقال له المكعبر فأرسله مع هوذة. وقال لهوذة: إن رأيت القوم الذين صنعوا هذا تعرفهم؟ قال: نعم. قال: أمن قومك هم؟ قال: الذي بيننا وبينهم بعيدٌ.

الصفحة 431