كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

يهجوه، ولم يبق من الشعراء الذين كانوا يؤذونه إلا ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهبٍ المخزومي، وقد هربا، ((فإن كانت لك في نفسك حاجةٌ فاقدم عليه، فإنه لا يقتل أحداً أتاه تائباً، فإن لم تفعل فانج بنفسك)).
فلما ورد عليه الكتاب ضاقت/ عليه الأرض برحبها، وأرجف به من كان بحضرته من عدوه، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى أبا بكر رحمه الله، فلما صلى الصبح أتاه به وهو ملتثمٌ بعمامته. فقال أبو بكر: يا رسول الله! رجلٌ يبايعك على الإسلام. فبسط رسول الله يده، فحسر كعبٌ عن وجهه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! [هذا] مكان العائذ بك، أنا كعب بن زهير. فتجهمته الأنصار، وغلظت عليه لما ذكر به رسول الله، ولانت له قريشٌ وأحبوا إسلامه

الصفحة 450