يقال له: عامر بن معاوية, فعرض عليه/ المنزل, فنزل. فلما وجد الطائي ريح الطيب, ونظر إلى هيئته ظن أنه من خاصة الملك, فنزع ثيابه يجففها, وأدخل فرسه مظلةً له, وذبح عنزاً كانت له, فشوى له منها, وطبخ, وطعم النعمان من ذلك اللحم, وأقام عنده بقية يومه وليلته, حتى إذا أصبح انبثت الخيل في طلبه من كل ناحية. فلما نظر إليه النعمان أمره أن يخرج الفرس فيدخلها بالعراء وشد عليه ثيابه, وأبصر الناس الفرس, فعرفوها, فأتوه, فجزع الطائي من ذلك, فقال له النعمان: أفرخ روعك! ظفرت يداك. أنا النعمان بن المنذر! فابسط مناك, فلقد أكرمت/ مثواي, فلأكرمن مثواك, فإذا بدا لك فاقدم علي.
فأقام الطائي في رحله ما شاء الله, ثم تهيأ, فقدم عليه, فوافقه في يوم بؤسه. فلما أشرف على مجلس النعمان ابتدرته الرجال, فانطلق