ألا ليت شعري عن قراد بن أجدعا ... أحيٌ فيفدى أم قتيلٌ فأبخعا
فلما بلغ النعمان بعث إليهما، فأحضرهما، وعجب من وفائهما وصنيع الطائي، ومن جرأة اللخمي على ضمانه حتى إذ دنوا منه قال: ما رأيت أكرم منكما! وما أنا بكائنٍ شر الثلاثة، فأمر بهما، فخلي سبيلهما، وأمر لكل واحد منهما بمائة ناقة، ثم قال للطائي: دلني -لا أبا لك- على دينٍ هو دلك على الوفاء. فوصف له دين النصرانية، فتنصر النعمان يومئذٍ، وعطل الغريين، وأبطل يوم بؤسه، وأخذ بقول الطائي.
حدثنا ابن زكويه قال: حدثنا إبراهيم بن عمر بن حبيب قال: حدثنا أبو عبيدة قال: أتي الحجاج بقومٍ ممن كان خرج عليه، فأمر بهم، فضربت أعناقهم، وأقيمت الصلاة، وقد بقي من القوم رجلٌ واحدٌ فقال لقتيبة بن مسلمٍ: انصرف به معك حتى تغدو به علي. قال/ قتيبة: فخرجت والرجل معي. فلما كان في بعض الطريق قال لي: هل لك في خيرٍ؟ قلت: وما ذاك؟ قال: إني والله ما خرجت على المسلمين قط, ولا استجزت قتالهم, ولكني ابتليت بما ترى, وعندي