ودائع وأموالٌ, فهل لك أن تخلي سبيلي, وتأذن لي حتى آتي أهلي, فأرد على كل ذي حق حقه, وأوصي؟.. ولك الله راعٍ كفيلٌ أني أرجع إليك, حتى أضع يدي في يدك. قال قتيبة: فتعجبت منه, وتضاحكت بقوله. قال: فمضينا هنيهةً, ثم أعاد القول, فقال: يا هذا إني أجعل الله على أن أعود إليك. قال قتيبة: فوالله ما ملكت أن قلت: اذهب!..
فلما/ توارى عني شخصه أسقط في يدي, فقلت: ماذا صنعت؟!.. قال: فأتيت أهلي, فسألوني عن شأني فأخبرتهم, فقالوا: لقد اجترأت على الحجاج!.. فبتنا بأطول ليلةٍ. فلما كان عند أذان الغداء إذا ضاربٌ يضرب الباب, فخرجت فإذا أنا بالرجل! فقلت: أرجعت؟ فقال: سبحان الله! جعلت الله لك علي, ولا أرجع؟! فقلت: أما والله لئن استطعت لأنفعنك.
قال: فانطلقت حتى أجلسته على باب الحجاج, ودخلت, فلما رآني قال: يا قتيبة أين أسيرنا؟ قلت: أصلح الله الأمير, هو بالباب, وقد كانت لي وله قصةٌ عجيبةٌ! قال: وما هي؟ فحدثته بالحديث, فأرسل إليه, فدخل, فقال:/ يا قتيبة, أتحب أن أهبه لك؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير. قال: هو لك, انصرف به معك. فلما خرجت خرج معي. فلما صرت بباب الدار, قلت: خذ أي الطريقين شئت. قال: فرفع بصره إلى السماء, ثم قال: اللهم لك الحمد. ثم انصرف, وما كلمني بكلمة,