كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

النعم. فقال: وما لهم لا يكون ذلك فيهم! فوالله لهم أشرف من أسماء بيتاً, وأكثر خصباً, وأطيب ثرىً, وأحمد قرىً, وأقدم عزاً, وأرفع بناءً.
قال عبد الملك: حدثني عن بعض هناتك, فقال: يا أمير المؤمنين, إن الرجل إذا حدث عن نفسه وهصه حديثه, وإذا حدث عنه غيره رفعه. قال: لست من أولئك,/ فحدثني.
قال: يا أمير المؤمنين, صحبني رجلٌ في سفرٍ, وكان محداثاً فكهاً, فأعجبني حديثه. وطالت أيام سفرنا, وكان مع غلام لي مالٌ أعددناه للسفر ولبعث المؤن, فكان ذلك المال لا يفارق وسط غلامي. فلما دنا الرجل من قومه, وكان بينه وبينهم ليلةٌ خرج الغلام في بعض الليل لبعض حوائجه, فتبعه الرجل على فرسه, حتى إذا أمكنه رضخ رأسه بجلمودٍ كان أعده, وأخذ ما كان في وسطه من المال,

الصفحة 542