فنذر به بعض من كان معنا, فأنذروا به أصحابه, فخرجوا, فأدركوا الرجل, فجاؤوا به, فأمرت ألا يعرض له, وقلت: كذبتم/ عليه, ما كان ليقتله, ويأخذ ماله, وقد تحرم بنا. قالوا: هذا الغلام, وهذا المال معه, وهذه ثيابه مضرجة بالدم. قلت: كذبتم, لعل المال مال الرجل, ولعله رأى إنساناً تعرض له, فلم يقدر على عونه حتى قتله. قالوا: فادع به, فسائله. فقلت: لا أرى له وجهاً. قد قرفتموه بالباطل, خلوا عن الرجل يمضي لطيته! فخلوا عنه, فبعث إلينا أني نسيت حقيبتي في رحلي, فوجهوا بها إلي.. فأبوا أن يفعلوا حتى توعدتهم, فدفعوها إلى رسوله!..
فعجب عبد الملك وقال: كم كان المال؟ قال: ألفٌ وسبعمائة دينار. قال له عبد الملك:/ أنت أكرم العرب غير مدافعٍ ولا مشكوكٍ فيك! أفما كان عندكم ما تنفقون؟ قال: يا أمير المؤمنين, أصبحنا وما في رحالنا إلا كسر خبزٍ يابسٍ وسويقٌ, فكان زادنا إلى أن هبطنا.
ويروى أن الأحنف بن قيسٍ قال: كنا نختلف إلى قيس