البناء لرجل, أكنت تعيب ذلك؟ قال: لا. قال: ولو بنى ذلك الرجل بما كنت أهب له بناءً كنت تصيح به كما صحت بي؟/ قال: لا. قال: فأراك إنما قصدتني بخاصتي في نفسي, لا لعلةٍ هي في غيري, ثم قال: هذا البناء ضربٌ من مكائدنا بنيناه لنزين به المملكة, ونرهب العدو, كما نتخذ الجيوش, ونعد الكراع والسلاح, وما بنا إلى أكثره حاجةٌ. فلا تعودن فتمسك عقوبتي, فإن الحفيظة ربما صرفت ذا الرأي إلى هواه, فاستعماه.
حدثني أبي عن أبي حاتم قال: حدثني خلف بن المثنى الحداني عن يونس بن حبيب النحوي قال: كنت في النظار أيام خروج يزيد ابن المهلب بالبصرة, وقد سار إلى عدي بن أرطاة, وعديٌ الأمير. فلما صار يسوق/ الرقيق وقف وقفةً, وجعل أصحابه يأتون بالرؤوس من بني تميم ومن أصحاب عديٍ إذ أتي بأسير من بني تميم,