يعني قتله زهير بن جذيمة. قال الحارث: أما إني سأشكمك شكم ذلك، أي: أجزيك بتلك اليد. ثم أخذه الزمع. وأرعدت يده، فأخذ يعبث بالتمر. فقال خالدٌ: أيتهن تريد؟ فأناولكها. قال له الحارث: أيتهن تهمك؟ فأدعها. وجعل خالدٌ يأكل، ويطرح النوى بين يدي الحارث تحت النطع. فلما رفع قال خالد: أيها الملك، ألا ترى ما أكثر ما أكل الحارث،.. أكل مثل جميع ما أكل القوم!.. يعبث به، فقال الحارث: أما أنا فطرحت نوى ما أكلت، وأما أنت فبنواه أكلته. وقام مغضباً، فقال النعمان: يا خالد ما/ أردت إلى هذا؟ قد عرفت فتكه وسفهه. فقال: أبيت اللعن: وما تخوف علي منه؟ فوالله لو كنت نائماً ما أيقظني..
فانصرف خالدٌ، فدخل قبة له من أدمٍ بعد هدأةٍ من الليل، وكان على بابها أخ له يحرسه. فلما نوَّم الناس خرج الحارث حتى أتى القبة من آخرها، ثم دخل، فقتله. فقال عمرو بن الإطنابة، وكان فارساً شجاعاً، يعير الحارث أنه اغتر خالداً نائماً، فقتله: