فلما شارفنا النجف نزل عن راحلته, فتوضأ, فأسبغ الوضوء, ثم استقبل القبلة, فصلى ركعتين, ثم سمعته يقول بعقب الصلاة: اللهم بك أستفتح وأستنجح, وبمحمدٍ نبيك عليه السلام أتوسل. اللهم إني أسألك بخيرك من خيره, وأعوذ بخيرك من شره. اللهم إني أدرأ بك في نحره, وأعوذ بك من شره. اللهم سهل من أمري حزنه, وذلل لي صعبه, وهون علي شديده, وارزقني من الخير أكثر مما أرجو, واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف. ثم قام, فركب.
فلما صرنا على باب المنصور, وقيل:/ جعفر بن محمدٍ! وقد خيف عليه منه, فما هو إلا أن سمع به [حتى] أمر بالأبواب, ففتحت, والستور فرفعت, وخرج المنصور يستقبله إلى صحن الدار, فعانقه, وأخذ بيده يمشي معه إلى صدر فراشه, وقد جعل يده على صدره, وحنا عليه, فأجلسه معه على فراشه, ثم قال: يا أبا عبد الله, قد علمت