كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

حدثنا الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة/ قال: حدثنا عبيد الله ابن جناد قال: حدثنا عطاء بن مسلم قال: سمع الحجاج أذان سويد ابن غفلة حين زالت الشمس، فقال لعنبسة بن سعيدٍ: قد كنا نرى أنا قد فرغنا من هذا القرن. وأرسل إلى سويدٍ، وكان عريف قومه ومؤذنهم وإمامهم، فقال: ما هذه الصلاة؟ قال: هكذا صليت مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، ولم أكن لأدعها. فقال الحجاج لعنبسة: ما ترى؟ قال: أرى أنك إن قتلته الآن قيل: قتله على الصلاة، ولكن اعرضه على البراءة من علي فإنه لا يتبرأ. وألقاها الله في مسامع سويدٍ، وقال له الحجاج: انصرف!..
فلما كان/ من الغد أمر الحجاج منادياً، فنادى في العرفاء أن احضروا لأخذ العطاء فقال سويدٌ لابنته: ما كنت فاعلةً إذا أنا مت فاصنعيه. قالت: ولم؟ فأخبرها، فقالت له: وما عليك أن تعطيه بلسانك ما يعلم الله أن قلبك له منكر؟ قال: سمعت علياً عليه السلام يقول:

الصفحة 571