كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

صديقاً للحجاج، فقال: دونك كتابي هذين، فخذهما، واركب البريد إلى العراق، فابدأ بأنس بن مالك، فادفع إليه كتابه، وأبلغه مني السلام، وقل له: يا أبا حمزة، قد كتبت إلى الملعون الحجاج، وأمرته يكن لك أطوع من يديك. وكان في الكتاب:
((بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد الملك بن مروان إلى أنس ابن مالكٍ. أما بعد فقد قرأت كتابك, وفهمت ما ذكرت من شكايتك الحجاج، وما سلطته عليك، ولا أمرته/ بالإساءة إليك. فإن يعد إلى مثلها فاكتب إلي أنزل به عقوبتي، وأحسن لك معونتي، والسلام عليك ورحمة الله)).
فلما قرأ أنسٌ الكتاب، وأخبر بالرسالة قال: جزى الله أمير المؤمنين عني خيراً، وكافأه بالجنة، هذا كان ظني به ورجائي فيه. فقال إسماعيل: يا أبا حمزة، إن الحجاج عامل أمير المؤمنين، وليس بك عنه من غنىً، ولا بأهل بيتك وولدك. ولو جعل في جامعةٍ، ودفع إليك لقدر على أن يضر وينفع، فصافه وداره. قال: أفعل إن شاء الله!.. ..
قال: ثم إن إسماعيل أتى الحجاج، فلما نظر إليه قال: مرحباً

الصفحة 583