كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

أنسيت -يا بن المستفرمة بعجم الزبيب- مكاسب آبائك بالطائف، حفرهم الآبار ونقلهم الصخور على ظهورهم في المناهل؟!.. والله لأغمزنك غمز الليث الثعلب.. وثبت على رجلٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم تقبل له إحساناً، ولم تجاوز له عن إساءةٍ جرأةً منك على الرب سبحانه، واستخفافاً بالعهد.
أما والله لو أن اليهود والنصارى رأوا رجلاً خدم عزيراً أو عيسى ابن مريم/ لعظمته، وشرفته، وكرمته. وهذا أنس بن مالكٍ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمه ثماني سنين، وأطلعه على سره، وهو بعد بقيةٌ من بقايا أصحابه، فإذا أتاك كتابي هذا فكن له أطوع من خفه ونعله، وإلا أتاك مني سهمٌ مثكلٌ بحتفٍ قاضٍ، ((ولكل نبأٍ مستقرٌ، وسوف تعلمون))..

الصفحة 585