فكان ابن ظبيان يقول: ندمت ألا أكون ضربت رأس عبد الملك حين سجد, فأكون قد قتلت ملكي العرب, وتركتها تضطرب بأسيافها. فبلغ قوله عبد الملك, فكان عليه حنقاً, يسيء حجابه, فاستأذن عليه يوماً, فقال:/ إنا والله ما نكره سخط من رضاه في الجور. فإن يك لك طاعةٌ علينا فيما أحببت, فإن لنا العدل عليك فيما وليت. ولست مستكملاً طاعتنا إلا بعدلك فينا, فآثر طاعة الله على هواك تسلم لك طاعتنا, وتخلص لك نياتنا, ولا تبغ الفساد في الأرض, إن الله بعملك بصيرٌ, وإليه تصير.
فغضب عبد الملك وقال: لولا أن خير الأمور مغبةً, وأحمدها عاقبةً, وأفضلها أجراً العفو عما كان بعد القدرة لضربت عنقك. فقال ابنه: يا أمير المؤمنين, لم تستبقي من لم يعرف لك من رادع الهيبة وجلالة الخلافة وواجب الطاعة ما/ عرفه لك المسلمون؟. فقال عبد الملك: ما تكلمت بكلامٍ أصيلٍ لبيبٍ ولا هديت لأمرٍ