كتاب العفو والاعتذار (اسم الجزء: 2)

ألف درهم, وما رأيتها مجتمعةً قط. فقال أبو العباس: فأنا أجيئك بها, حتى تراها مجتمعةً في ملكك. فقام عبد الله بن حسن, فشكر أبا العباس على بره به وبولد أبيه وصلته لهم. فدعا أبو العباس صالح ابن الهيثم فأمره أن يحمل المال إليه. فلما قبضه, وصار في ملكه استأذن أبا العباس في الخروج إلى المدينة, فأذن له, ودفع إليه مالاً, وأمره أن يقسمه على بني هاشمٍ بالمدينة, ويزوج بعضهم من بعض, ودفع إليه حلياً من ذهب وجوهراً, وأمره أن يضعه/ عند ثقةٍ من أهل المدينة لنساء بني هاشم, يزينون به عرائسهم, ويتحملون به في حقوقهم. فلما قدم المدينة امتثل ما أمره به, فكان لا يشهد مجلساً من مجالس بني هاشم, ولا يمر به إلا سمعهم يدعون لأبي العباس, ويقرظونه, فساءه ذلك لما كان يريض ابنه له.
فخرج يوماً ومعه جعفر بن محمد وعلي بن حسن وإبراهيم ابن حسن، فمروا بمجلس من مجالس بني هاشم- فسمعهم يقرظون أبا العباس، ويدعون له، فقال: هؤلاء أحمق دواب الله، يشكرون

الصفحة 591