النعم لا زوال لها إذا شكرت، ولا إقامة لها إذا كفرت. والشكر زيادةٌ في النعم، وأمانٌ من الغير، وعبد الله بن حسن يكتم المعروف، ولا يقوم بشكر ما أولي، ولا يحفل ما يجب عليه من الشكر، ولا يخاف عاقبة تركه.
فقال إسماعيل: يا أمير المؤمنين، كانت العرب تقول:/ استتمام الصنيعة أشر من ابتدائها، ورب المعروف أوجب من اصطناعه. فاستتم صنيعتك -يا أمير المؤمنين- ورب معروفك عند قرابتك ولحمتك بالصفح عن ذنوبهم وجرائمهم ليجزل الله به ثوابك، ويحسن عليه مآبك.
فقال أبو جعفر: يا أمير المؤمنين، إن أباه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه- قال للذين بايعوه، وهو يطلب هذا الأمر الذي أعطاكه الله: النار بالنار تطفأ، والحديد بالحديد يفلح، ومن لا