معه يشيعه، وجعل يوصيه. فكان في وصيته له أن قال له: يا يزيد لا تجن في عقوبةٍ، ولا تسرعن إليها وأنت تستغني بغيرها، واقبل من الناس علانيتهم، وكلهم إلى الله في سرائرهم، ولا تحسسن عسكرك فتفضحه، ولا تهمله فتفسده، وأستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.
ومن كلام أبي بكرٍ هذا أخذ عتبة بن أبي سفيان قوله في خطبته بمصر، وقد أرجف أهلها بموت معاوية، / ثم جاء الخبر بسلامته. فخطبهم عتبة، وقال في خطبته: ((اعلموا أن سلطاننا على أبدانكم دون قلوبكم. فأصلحوا لنا ما ظهر نكلكم إلى الله فيما بطن، وأظهروا لنا خيراً وإن أسررتم شراً، فإنكم حاصدون ما أنتم زارعون، وعلى الله نتوكل، وبه نستعين)).