وكان يقال: أعجل الذنوب عقوبةً الغدر واليمين الكاذبة ورد التائب وهو يرجو العفو خائباً.
ومن إيثار الملوك العفو على العقوبة والستر على الجاني ما حدثناه الجوهري قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا صالح بن عميرٍ عن داود عن الشعبي عن أنسٍ قال: كنا محاصرين تستر, فارتد نفرٌ من بكر بن وائل, أربعةٌ أو ستةٌ فقتلوا في القتال.
فلما قدمنا على عمر بفتح تستر قال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟. فأعرضت آخذ في حديثٍ غيره. فقال: ما فعل النفر من بكر ابن وائل؟ قلت: قتلوا في القتال. قال: لأن أكون أخذتهم سلماً أحب إلي مما على الأرض من صفراء أو بيضاء. قلت: ما كان سبيلهم إلا القتل. قال: كنت أدعوهم إلى أن يدخلوا إلى الباب الذي خرجوا منه, وإلا استودعتهم السجن.