كتاب أسئلة وأجوبة في إعراب القرآن

على ياء الإضافة فيقولون في نحو مررت بي. مررت بيي بياءين، الأولى مكسورة، والثانية ساكنة كما أن هذه الياء مزيدة بعد هاء الغائب في نحو بهيي.
وكما ردها بعضهم على ياء المؤنث، فقال: رمتيه فاحمين. وما أخطأت الرمية. وأنشد على هذه اللغة:
ماض إذا ما هم بالمضي قال لها: هل لك يا فتى
قالت [له] : ما أنت بالمرضي [الرجز]
وعلى هذا فالأصل بمصرخي ثلاث ياءات. الأولى: ساكنة, وهي ياء للمناسبة وإلا فحكم ياء المتكلم. إما أن تكون ساكنة أو مفتوحة، وهذه الياء هي الياء المدغم فيها.
والثالثة: ياء المد المزيدة على ياء الإضافة، وهي ساكنة كالياء في بهي، ولما اجتمع [11 أ] ثلاث ياءات حذفت الثالثة، لأن الثقل انتهى عندها، وبقيت الكسرة قبلها دليلا عليها، وبهذه القراءة قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب1. وحمزة بن حبيب الزيات2 وغيره.
__________
1 يحيى بن وثاب: الأسدي بالولاء الكوفي: إمام أهل الكوفة في القرآن. تابعي ثقة. من أكابر القراء. توفي سنة 103 هـ = 721 م (النووي جـ 2 ص 159، تهذيب التهذيب جـ 11 ص 294 وغاية النهاية جـ 2 ص 380 والنجوم جـ 1 ص 252) .
2 حمزة بن حبيب: بن عمارة بن إسماعيل، التميمي، الزيات: أحد القراء السبعة. كان موالي التيم فنسب إليهم. وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان، ويجلب الجبن والجوز إلى الكوفة، مات بحلوان سنة 156 هـ = 773 م (تهذيب التهذيب جـ ص 27 ووفيات الأعيان جـ 1 ص 167 وميزان الاعتدال جـ 1 ص 284) .

الصفحة 36