كتاب كتاب التوحيد وقرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين

فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك. فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا؟ " 1 رواه مسلم.2.
فيه مسائل:
الأولى: الفرق بين ذمة الله وذمة نبيه صلي الله عليه وسلم وذمة المسلمين.
الثانية: الإرشاد إلى أقل الأمرين خطرا.
الثالثة: قوله: " اغزوا بسم الله في سبيل الله ".
الرابعة: قوله: "قاتلوا من كفر بالله".
الخامسة: قوله: "استعن بالله" وحكم العلماء.
السابعة: كون الصحابي يحكم عند الحاجة بحكم لا يدري أيوافق حكم الله أم لا.
...........................................................................................................
قوله: " وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه " الذمة: العهد، وتخفر: تنقض، يقال: أخفرت الرجل: نقضت عهده، وخفرته: أجرته؛ لأنه لا يؤمن على من أعطى ذمة أن يخفرها، فخفر ذمته أهون من أن يخفر ذمة الله تعالى.
__________
1 مسلم: الجهاد والسير (1731) , والترمذي: الديات (1408) والسير (1617) , وأبو داود: الجهاد (2612 ,2613) , وابن ماجه: الجهاد (2858) , وأحمد (5/352 ,5/358) , والدارمي: السير (2439) .
2 رقم (1731) في الجهاد باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث، وأبو داود رقم (2612) و (2613) في الجهاد باب في دعاء المشركين , والترمذي رقم (1617) في السير. باب ما جاء في وصيته صلى الله عليه وسلم في القتال , ورقم (1408) في الديات: باب ما جاء في النهي عن المثلة، والدارمي رقم (2447) في السير: باب في الدعوة الى الإسلام قبل القتال , وابن ماجه رقم (4858) في الجهاد. باب وصية الإمام , وأحمد في " المسند " 5/ 352 و 358.

الصفحة 255