كتاب تثبيت دلائل النبوة (اسم الجزء: 1-2)

وما كان من ابي القاسم الحسن بن الفرح بن حوشب بن زاذان النجار الكوفي بجبال لاعة وعدن لاعة من ارض اليمن، وما كان من ابي الحسين محمد بن الفضل «1» بجيشان والجند والمذيخرة من ارض اليمن، وما كان لعبيد المتسمي بعبيد الله المهدي «2» بأرض المغرب، وما كان بمن بعده من هذه الطوائف فإنهم كلهم لما تمكنوا وقد كانوا في اول امرهم يتسترون بالتشيع، فلما ظهروا وصاروا في جماعات وعساكر أغاروا على من جاورهم وقرب منهم، فشتموا الانبياء واستنجوا بالمصاحف، وسبوا المسلمات والعلويات، وغزوا مكة. وكان غزو مكة لقرامطة البحرين خاصة من ولد ابي سعيد، وغدروا بالحجاج بعد ان امنوهم، ولهم في قصد الاسلام ومكاره المسلمين ما هو معلوم ومكتوب. وكل ذلك مما قد ضرّ المسلمين وكرهوه، وودوا ان ذلك لم يكن، ثم هم يذكرون ذلك ويتقوّلونه ويدونونه، فتعلم ان الدول والممالك والقهر والغلبة لا تغطّي على الامور التي قد كانت ووقعت، وأن العقلاء لا يحدثون انفسهم بكتمان معايبهم التي قد كانت وتحصلت وعلم بها الناس مرة واحدة، ولا يحدثون انفسهم بكتمان مناقب اعدائهم وإن ساءهم وغمهم.
__________
- تاجرا، وجعل يدعو الى نحلته، ظفر على عدة جيوش للخلفاء العباسيين ثم صالحه المقتدر. استولى على هجر والاحساء والقطيف وسائر بلاد البحرين. قتله خادم له صقلبي سنة 301 هـ. مرآن الجنان 2: 238 والاعلام 2: 199.
(1) انظر كيفية اتصال احمد بن عبد الله القداح بمحمد بن الفضل هذا وتأثيره عليه وجلبه لصفه في الكامل لابن الاثير حوادث سنة 296.
(2) هو عبيد الله بن محمد الملقب بالمهدي، مؤسس دولة العلويين في المغرب وجدّ الفاطميين في مصر، في نسبه خلاف كثير. ولد بسلمية، وكانت دعاة ابيه قد مهدوا له الامر بالمغرب، بويع بالقيروان سنة 297 وتوفي سنة 322 هـ. ابن الاثير الجزء الثامن حوادث سنة 296 وما بعدها.

الصفحة 130