كتاب تثبيت دلائل النبوة (اسم الجزء: 1-2)

لقتله وإطفاء نوره ولمنع اتباعه، والرجال والكراع «1» والسلاح مع عدوه لا معه، فالت الأمور الى ما قاله، وكما أخبر، وعلى ما فسر.
ولم تكن هذه سبيل بني العباس؛ فإنهم ما ادعوا نبوة ولا رسالة، ولا أتوا مثل ما أتى من الإخبار بالغيوب.
وأخرى ان بني العباس قصدوا، المسلمين من اهل خراسان، الذين قد اعتقدوا نبوة محمد صلّى الله عليه وسلم، فتدينوا باقامة شريعته وحد حدوده، بانكار ما أنكره وباكرام من اكرمه، وإجلال من اجله، وباهانة من ارتكب الكبائر فشكوا اليهم ما نزل ببني هاشم خاصة ثم بالمسلمين عامة من بني أمية. وبنو هاشم اذ ذاك كلمة واحدة، ما اختلفوا ولا تباينوا. فكان ولد العباس وولد علي وولد جعفر وولد عقيل «2» وسائر بني هاشم متفقين، وانما اختلفوا بعد مصير الدولة والملك الى بني العباس أيام أبي جعفر المنصور، فجرى بينه وبين بني عمه من ولد الحسن ما هو معروف، فحينئذ اختلفوا، فذكر بنو هاشم لأهل خراسان ما صنعه بسر بن أرطاة بعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وانه قصده وهو عامل امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه، فهرب من يده، ووجد له ابنين طفلين فقتلهما وقتل جماعة من اصحابه «3» . وأذكروهم بقتل حجر بن عدي
__________
(1) الكراع من الدابة: ما دون الساق، يريد القاضي ان يشير الى الخيل وغير ذلك من الحيوانات التي يتقوى بها على القتال. انظر لسان العرب، مارد كرع
(2) يقصد: العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي بن ابي طالب، وجعفر بن ابي طالب، وعقيل بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا.
(3) انظر لتفصيل هذه الحادثة الطبري 1: 3451 و 3452

الصفحة 17