كتاب تثبيت دلائل النبوة (اسم الجزء: 1-2)

ودعوا الى الاسلام، ثم عاد قوم آخرون في سنة اخرى وبايعوه وهو مقيم بمكة، ثم عادوا في سنة ثالثة مع آخرين فبايعوه ورجعوا الى المدينة، وظهر الاسلام بها.
والانصار رضي الله عنهم انما هم قبيلتان عظيمتان من قبائل اليمن، ذو بأس وشدة وأموال، وذو شوكة «1» شديدة وعدد وعدة، قد ترددوا اليه، وسمعوا دعوته واحتجاجه، فأجابوه على البراءة من اديانهم التي كانوا عليها، ومن آبائهم، وعلى ان يبذلوا اموالهم ودماءهم، وعلى معاداة ملوك العرب والعجم في طاعته وله ولأجله.
وكم قد اسلم وأجاب على هذه السبيل من قبائل العرب، كقبيلة اسلم، وكقبيلة غفار، وهما من قبائل خزاعة وكنانة «2» ، وكالذين اسلموا من عبد القيس «3» وهم من فرسان ربيعة ورجالهم، ومن قبائل فزارة «4» ، ومن قبائل جهينة، على هذه السبيل. وكم اسلم من اهل اليمن من ملوكها من حمير وغيرهم، الى من اسلم من ملوك عمان من ولد الجلندي بن كركر «5»
__________
(1) كذا في الاصل
(2) انظر اسلام قبيلة أسلم وقبيلة غفار وفزارة وجهينة وفضائل هذه القبائل في البخاري ومسلم باب المناقب.
(3) وكان قدوم وفد عبد القيس في السنة العاشرة للهجرة.
(4) كان اسلام فزارة وكثير من قبائل العرب في العام التاسع للهجرة، وكان على رأس وفدهم الى النبي خارجة بن حصن، الطبري 1: 1720. وقد سمي العام التاسع بعام الوفود لكثرة ما ورد المدينة من قبائل العرب معلنة اسلامها.
(5) انظر لفضل عمان والجلندي صحيح مسلم في المناقب. وكان عمرو بن العاص رسولا من الرسول صلى الله عليه وسلم الى ملكي عمان جيفر وعبد بن الجلندي. السيرة الحلبية 3: 252.

الصفحة 23