كتاب تثبيت دلائل النبوة (اسم الجزء: 1-2)

فإنه نقله بعض هؤلاء لبعض الخلفاء من بني العباس ليتحفه به، فما وجدوا فيه ذكرا مصرحا لانقضاض الكواكب، وإنما هو قول محتمل يتأوله بعضهم ويدعى انه أراد به ذلك، وهو بأنه شيء يثور من الارض ويرقى الى الجو/ أشبه.
وقد كان هرون الرشيد ضغط الروم وحاصرهم في بلادهم واذلهم الى ان اجابوا الى اداء الجزية واتقوه بها فأخذها منهم، وكتب اليهم كتابا بيّن لهم توحيد الله وانفراده بالقدم وصدق نبيّه صلّى الله عليه وسلم، وذكر فيه قطعة كافية حسنة من اعلام النبوة وأنفذه الى ملك الروم مع رجل من المعتزلة إما معمّر او غيره، والكتاب إنشاء ابي الربيع محمد بن الليث الكاتب القرشي «1» ، وهو موجود في رسائل تاج الاصفهاني «2» لا اشك، وقد حدثني بعض اهل العلم انه مذكور في «المنثور والمنظوم» لابن ابي طاهر «3» . وقد ذكر في هذا الكتاب آية الشهب وانقضاض الكواكب واستوفى الحجة فيها، ولم ينفذ هذا الكتاب الى ملك الروم إلا بعد تصفح كتب الاعاجم واستقصاء كل ما يمكن
__________
(1) هذا ابو الربيع محمد بن الليث الخطيب، كتب ليحيى بن خالد، وله ولاء ببني امية، وكان بليغا مترسلا كاتبا فقيها متكلما، ذكر له صاحب الفهرست كتاب «جواب قسطنطين عن الرشيد» ولعله هو المقصود هنا. إلا ان صاحب الفهرست يضيف رواية تشير الى ان نسبه يتصل بدارا، احد ملوك الفرس، بعد ان ذكر انه كان شديد الميل على العجم وأن البرامكة كانوا يكرهونه لذلك. ابن النديم 175.
(2) هو محمد بن بحر ابو مسلم الاصفهاني، معتزلي ومن كتاب الكتاب. كان عالما بالتفسير وغيره من صفوف العلم توفي سنة 322. ذكر له ياقوت في معجم الادباء كتابا باسم «مجموعة الرسائل» لعله هو المقصود هنا. «280 هـ.» معجم الادباء 6: 420
(3) هو احمد بن طيفور الخراساني مؤرخ وأديب، له كتاب تاريخ بغداد، وأما كتاب المنثور والمنظوم فيقع في اربعة عشر جزآ. ياقوت 1: 156.

الصفحة 77