كتاب تثبيت دلائل النبوة (اسم الجزء: 1-2)

المسلمين بسبيل، وإنما يقول هذا من يروم المغالطة والفرار من فحش المقالة، / لأن الله عند المسلمين هو الرحمن وهو الرحيم وهكذا العالم القادر، وهي ذات واحدة لها صفات كثيرة، وأسماء كثيرة. وعند النصارى، أن الله الوالد ليس هو الابن المولود، ولا يجوز ان يكون الأب الوالد ابنا مولودا، ولا الابن المولود أبا والدا، وكذا روح القدس، ومن قال غير هذا فليس من النصارى؛ فان بليت منهم بمن هذه سبيله أعني الجحود لهذه المقالة الفاحشة فقل: إن كنت تريد أن هذا قولك وكذا تختار فما يدفعك عن هذا؟ فأما ان يكون هذا قولا للنصارى فهذا كذب وبهت، ولو أسلم نصارى عصرنا كلهم لما خرج هذا من ان يكون قولا لمن سبق وتقدم من هذه الطوائف الثلاث، فاعلم ان هذا هو مذهبهم في التثليث، قد حصل العلم به ولهم فيه ضرب أمثال، وذلك في تسابيحهم وأقاويلهم في عباداتهم، ألا ترى انهم يقولون في تسبيحة القربان في الساعة التي يكونون فيها خاضعين يتوقعون بزعمهم نزول روح القدس لقبول فاتور القربان: ليتم علينا وعليكم نعمة الرب يسوع المسيح بن مريم ومحبة الله الآب ومشاركة روح القدس أبدا الى دهر الداهرين.
ويقولون في تسبيحتهم التي يسمونها تسبيحة الإيمان التي وضعت بنيقية»
من بلاد الروم، وهذا كان بعد المسيح عليه السلام بنحو ثلاثمائة سنة، حين جمعهم قسطنطانوس ابن فيلاطس «2» ملك الروم، الذي امه هيلانة الحرّانية
__________
(1) عقد مجمع نيقية سنة 325 م بدعوة من الامبراطور قسطنطين، وكان يضم 318 اسقفا، ابرز اعضائه آريوس الكاهن الاسكندري الذي تبنى رفض تساوي عناصر الثالوث النصراني، وقال بأن جوهر الابن غير مساو لجوهر الآب وانه مخلوق.
(2) هو قسطنطين الكبير، ابن قسطنطين خلور، ووالدته هيلانة وكانا ميالين للمسيحية. بقي وثنيا حتى سنة 308 ثم بدأ يفكر في جعل المسيحية دينا للدولة وخاصة بعد رؤيا الصليب-

الصفحة 93