كتاب أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند (اسم الجزء: 1)

ومن التعريف السابق للمنهج يمكن القول بأن علم المناهج علم يقف وراء كل علم ليحلل طرائقه ويحدد مسالكه، ويعرّف مصادره وأدلته، وبواسطته يبتغى قضاياه ومسائله (¬١).

المنهج في العقيدة:
وأما المنهج في العقيدة فمجاله العقيدة الإسلامية والهدف من البحث فيها هو الوصول إلى معرفة سبيل ندين الله به.
يقول الشيخ الأمين الحاج: "ليس للمسلم الخيار في المنهج العقدي الذي يدين الله به، فالعقيدة توقيفية، وكذلك منهجها توقيفي، لا يجوز الزيادة عليه والنقصان منه، ولا يجوز استبداله بمنهج مغاير لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، ومن لم يسعه ما وسع الله ورسوله والصحابة الكرام فلا وسع الله عليه في الدنيا والآخرة، هذا المنهج قد بينه القرآن والسنة، ولم يدعا فيه أمرا للاجتهاد وهو من الثوابت التي لا تتغير ولا تتبدل على مرّ الأيام وكرّ الدهور" اهـ (¬٢).
قال الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (¬٣).
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" اهـ (¬٤).
"لقد كان المسلمون حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وصدر من عصر الصحابة رضوان الله عليهم على منهاج واحد، وسبيل متحد في الاعتقادات
---------------
(¬١) ينظر منهج البحث العلمي عند العرب لجلال محمد ص: ٣١ - ٣٢.
(¬٢) مناقشة هادئة لبعض أفكار الدكتور الترابي للشيخ الأمين الحاج مركز الصف الألكتروني الرياض ط / ١، ١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ ص: ١٧.
(¬٣) سورة الأنعام: ١٥٣
(¬٤) صحيح سنن ابن ماجة ناصر الدين الألباني ١/ ١٣٣.

الصفحة 24