كتاب أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند (اسم الجزء: 1)
للإسلام والمسلمين من شتى الجوانب: عقيدة، وشريعة، وثقافة، وحضارة، وتاريخا، ونظما، وثروات، وإمكانيات .... بهدف تشويه الإسلام، ومحاولة تشكيك المسلمين فيه، وتضليلهم عنه، وفرض التبعية للغرب عليهم، ومحاولة تبرير هذه التبعية بدراسات ونظريات تدعي العلمية والموضوعية، وتزعم التفوق العنصري والثقافي للغرب المسيحي على الشرق الإسلامي" اهـ (¬١).
هذا وقد توالت الرحلات إلى الهند، وكانت من أهمها بعد رحلة "فاسكو داجاما" رحلة "وليم جونز" (Sir William Jones)، (¬٢) الذي كان يتقن العديد من اللغات الشرقية، ومن أهمها العربية والعبرية والفارسية، وقد أسند إليه أحد المناصب التجارية بشركة الهند، وبالإضافة إلى عمله الرسمي الذي رحل من أجله إلى الهند عام ١٧٨٣ م لم يقف مكتوف الأيدي أمام تلك الآفاق الثقافية والحضارية الواسعة التي وجدها أمامه، والتي يمتلك لها الأدوات اللغوية الكافية لسبر أغوارها والغوص في أعماقها، فقد درس القوانين الهندوسية والشريعة الإسلامية، والسياسة والجغرافية للهند، وبجهود هذا المستشرق الرحالة أسست "جمعية البنغال الآسوية" (Asiatic Iagne BSociety of) عام ١٧٨٤ م، وكانت لهذه الجمعية ما كانت لـ "الجمعية الملكية" (Rayal Asiatic Society Of Great Britain-١٨٢٣) بالنسبة لإنكلترا، ونظرًا لمعارفه
---------------
(¬١) رؤية إسلامية للاستشراق لأحمد غراب، من إصدارات المنتدى الإسلامي بريطانيا ط / ٢ - ١٤١١ هـ ص: ٧.
(¬٢) جونز (Sir William Jones) ١٧٤٦ م - ١٧٩٤ م المستشرق الانكليزى ولد في لندن، وتعلم في "هارو" (Harrow) وكلية الجامعة University College" في "أوكس فورد" (Oxford) وكان شاعرا أديبا، فقد جاء إلى الهند في سبتمبر ١٧٨٣ م قاضيا (judge) في المحكمة العليا بـ "فورت فليام" (Fort William) وقد سبق أن تعلم العربية والفارسية وغيرها من اللغات في بريطانيا وهنا تعلم اللغة السنسكرتية، وأسس جمعية بنغال الآسوية في ١٧٨٤ م في كلكتا، وتولى رياستها حتى وفاته. (British Orientalists By A.J Arberry, William collins of London P: ٣١ - ٣٣، وينظر المستشرقون لنجيب العقيقي ٢/ ٤٧ - ٤٨).
الصفحة 4
749