كتاب أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند (اسم الجزء: 1)
(المعقولات)، ولا دلالة النص الصحيح القياس الصحيح بل كلها متصادقة متعاضدة متناصرة يصدق بعضها بعضا، ويشهد بعضها لبعض، فلا يتناقض القياس الصحيح والنص الصحيح أبدا" اهـ (¬١).
قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ (¬٢) لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (¬٣).
وقد جمع الله عز وجل في هذه الآية دليلين دليل النقل والعقل وقدم النقل على العقل، يقول ابن كثير رحمه الله: {وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ} وهو النقل الصادق {وَالْمِيزَانَ} وهو العدل قاله مجاهد وقتادة وغيرهما وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة ... " اهـ (¬٤).
وهذا الأصل يقتضي أمورا منها:
---------------
(¬١) أعلام الموقعين عن رب العالمين ١/ ٣٣١، ينظر هذا المعنى في مجموع الفتاوى عند ابن تيمية ١١/ ٤١٠.
(¬٢) يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله عند قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} (الرحمن: ٧): "هي الأمثال المضروبة والأقيسة العقلية" (الرد على المنطقيين ص: ٣٣٣)، "فما يعرف به تماثل المتماثلات من الصفات والمقادير هو من الميزان، وكذلك ما يعرف به اختلاف المختلفات ... " (وقفة مع الرد على المنطقيين لـ د. محمود ماضي ص: ٢٢٦ - ٢٢٧).
(¬٣) سورة الحديد: ٢٥.
(¬٤) تفسير القرآن العظيم لابن كثير دار المعرفة بيروت ط / ٥، ١٤١٢ هـ -١٩٩٢ م: ٤/ ٣٣٧.