كتاب أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند (اسم الجزء: المقدمة)

أولا: أسباب اختيار الموضوع:
يمكن إجمال العوامل التي دفعت الباحث لاختيار الموضوع فيما يلي:
١ - لاحظ الباحث أنه نتيجة للحركة الاستشراقية ومناهجها التي بثتها، قد نشط بالهند مفكرون تبنوا بقصد وبدون قصد مناهج المستشرقين وآراءهم في مجال العقيدة، وكان من نتيجة ذلك أن ظهرت فرق انحرفت كثيرا عن الإسلام مثل القاديانية (¬١)، ومنكري السنة (¬٢)، ولهذه الفرق مناهجها وآراؤها التي قد بين الباحث مدى بعدها أو قربها من عقيدة الإسلام الصحيحة.
والأمر لم يقتصر على هذه الفرق بل إن المدافعين عن الإسلام أنفسهم قد تأثروا بمناهج المستشرقين، وبالتالي وقعوا في بعض المحظورات التي قد كشف عنها الباحث في بحثه.
٢ - إنه بالنظر الدقيق لهذه الحملة الشرسة التي انبنت على الأساس المنهجي قد اتسع تأثيرها في شبه القارة الهندية حتى أن بعض المسلمين قد ارتدوا عن الإسلام (¬٣) وقد حاول الباحث في هذا البحث أن يكشف الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
٣ - إن للمسلمين في الهند وضعا خاصا من حيث وجودهم كمجموعة دينية بين مجموعات أخرى، ومن حيث درايتهم باللغة العربية. الأمر الذي أتاح للمستشرقين فرصة التأثير عن طريق استخدام بعض المناهج في فهم النصوص، وتحويرها مما أثر على الحركة الفكرية العقدية في الهند، قد بين الباحث مدى وكيفية استخدام هذه المناهج التأولية التي أثرت على الفكر العقدي في الهند.
---------------
(¬١) ينظر الفصل الخاص بالفرقة القاديانية من هذا البحث ص: ٦٠٥
(¬٢) ينظر المبحث الخاص بفرقة منكري السنة من هذا البحث ص: ٥٧٥
(¬٣) أمثال القس محي الدين، القس صفدر على، منيف مسيح (منيف علي شوكت)، فيض مسيح (فيض محمد)، القس شجاعت علي، المولوي عماد الدين، كريم الدين (إحياء إسلام كي عظيم تحريك ٣٤ - ٤٣)

الصفحة 4