كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 4)

باب فيما يصاد به
الآلات التي يصاد بها ثلاثة أصنافٍ:
السهام والرماح والسيوف، وما قام مقامها مما يجرح ولا يرض (¬1)؛ لقوله تعالى: {تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} [المائدة: 94]، ولقول النَّبي - صلي الله عليه وسلم -: "مَا أَصَبْتَ بِقَوْسِكَ فكُلْ" (¬2). ولعديٍّ - رضي الله عنه - في المعراض: "مَا أَصَابَ بِحَدِّهِ فَكُلْ" (¬3).
والثَّاني: الكلاب وغيرها من ذوات الأربع مما يفقه التعليم وَيصيد، قال ابن شعبان: ولو كان سنَّورًا (¬4). قال مالك عند ابن حبيب: إلا النَّمس؛ فإنه لا يفقه التعليم (¬5).
والثَّالث: العقبان والصقور، وغيرها مما يفقه التعليم، والأصل في هذين القسمين (¬6) قول الله سبحانه: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ} [المائدة: 4]. والجوارح: الكواسب، قال الله -عز وجل-: {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} [الأنعام: 60]. وقال تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} [الجاثية: 21]. وتكليبها: تعليمها.
¬__________
(¬1) الرَّضُّ: الدَّقُّ. انظر: لسان العرب: 7/ 154.
(¬2) سبق تخريجه، ص: 1468.
(¬3) أخرجه البخاري: 5/ 2086، في باب التسمية على الصيد، من كتاب الذبائح والصيد، برقم (5158)، ومسلم: 3/ 1529، في باب الصيد بالكلاب المعلمة، من كتاب الصيد والذبائح، برقم (1929).
(¬4) انظر: الزاهي، لابن شعبان، لوحة رقم: [63 / ب].
(¬5) انظر: النوادر والزيادات: 4/ 342، والبيان والتحصيل: 3/ 325.
(¬6) قوله: (القسمين) ساقط من (ر)

الصفحة 1468