كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 1)

باب في صلاة الحقن (¬1) ومن به قرقرة أو غثيان (¬2) أو دهمه هم
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ صَلَاةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ وَلاَ هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ" أخرجه مسلم (¬3).
يريد في الطعام إذا كان جائعًا تتعلق (¬4) نفسه به، فإن لم يكن كذلك جاز له البداية بالصلاة؛ لحديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فَدُعِيَ إِلَى الصَّلاَةِ فَقَامَ وَطَرَحَ السِّكِّينَ وَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضّأ (¬5).
وصلاة من حضره الطعام على أربعة أوجه: فإن لم يكن متعلق النفس به جاز أن يبدأ بالصلاة.
وإن كان متعلق النفس به ولا يعجله عن الصلاة استحب له البداية بالطعام (¬6)، وإن لم يفعل فلا بأس، وإن كان يعجله فيستحب له الإعادة ما لم يذهب الوقت، وإذا شَغَل خواطره (¬7) ولم يدر كيف صلى أعاد وإن ذهب الوقت (¬8).
¬__________
(¬1) الحقن: هو أن ينسجن الغائط والربح فيه، مأخوذ من حقن اللبن إذا سجنه. انظر: شرح غريب ألفاظ المدونة للجُبِّي، ص: 18.
(¬2) الغثيان: بفتح الغين والثاء- تغير النفس إذا اتسخت مأخوذ من غثاء السيل، وهو ما جعله من الأوساخ. انظر: شرح غريب ألفاظ المدونة، للجُبِّي، ص: 18.
(¬3) أخرجه مسلم: 1/ 393، في باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال وكراهة الصلاة مع مدافعة الأخبثين، من كتاب الصلاة برقم (560).
(¬4) في (ش 2): (لتعلق).
(¬5) متفق عليه أخرجه البخاري: 1/ 86، في باب إذا أدخل رجليه وهما طاهرتان، من كتاب الوضوء، برقم (205)، ومسلم: 1/ 273، في باب نسخ الوضوء مما مست النار كتاب الحيض، برقم (355).
(¬6) في (ب): (الصلاة).
(¬7) في (ش 2): (خاطره).
(¬8) انظر: المدونة: 1/ 139.

الصفحة 147