كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 4)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وصلى الله على سيدنا ومولانا
محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا

كتاب النكاح الأول

باب في الترغيب في النكاح وأنه من سنن المرسلين (¬1)
قال الله -عز وجل-: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد: 38]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَرْبَعٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: الحَيَاءُ وَالتَّعَطُّرُ وَالسِّوَاكُ وَالنِّكَاحُ"، وهذا حديث حسن السند ذكره الترمذي (¬2). وسَأَلَ ثلاثُ نفرٍ عن عَمَلِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فتقالوه، فقالوا: وأين نحن من النَّبي - صلى الله عليه وسلم - غَفَرَ اللهُ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه وما تَأَخَّرَ؟ ثم قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء، ولا أتزوج أبدًا، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وكَذَا، أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنّي أَصُومُ وَأفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتْزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي، فَلَيْسَ مِنِّي" أخرجه البخاري ومسلم (¬3)، فأخبر أنه من
¬__________
(¬1) قوله: (في الترغيب. . . المرسلين) ساقط من (ت).
(¬2) أخرجه الترمذي: 3/ 391، في باب ما جاء في فضل التزويج والحث عليه، من كتاب النكاح، برقم (1080)، قال الترمذي: (حسن غريب).
(¬3) متفق عليه، البخاري: 5/ 1949، في باب الترغيب في النكاح، من كتاب النكاح، برقم (4776)، ومسلم: 2/ 1020 في باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، من كتاب النكاح، برقم (1401).

الصفحة 1775