كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 1)

مقارنًا له.
وروى ابن نافع عن مالك أنه قال: {طَرَفَيِ النَّهَارِ} الصبح والظهر والعصر، {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ}: العشاء. فتضمنت هذه الآية (¬1) أربع صلوات.
وقال ابن حبيب: {وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ}: المغرب والعشاء. ووافق مالك في الطرف الثاني أنه الظهر والعصر (¬2). فتضمنت هذه عنده خمس صلوات، ونسبة الظهر والعصر إلى الطرف توسعة ومجاز.
ومحمل قولهما في الظهر إذا صليت عند آخر القامة ولا تنسب إلى طرف إذا صليت (¬3) عند الزوال؛ لأن ذلك وسط؛ قال الله -عز وجل- {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} الآية [الروم: 17]. فتضمنت أربع صلوات: الصبح، والظهر، والعصر، والمغرب (¬4)؛ لقوله: {حِينَ تُمْسُونَ} وهو قول مالك في "العتبية" (¬5)، وقال محمد بن المواز: المغرب والعشاء (¬6). والأول أحسن؛ لأن تقدمة العشاء عند الغروب لا يجوز مع الاختيار.
¬__________
(¬1) قوله: (هذه الآية) زيادة من (ر).
(¬2) انظر: النوادر والزيادات: 1/ 146.
(¬3) قوله: (عند آخر القامة. . . إذا صليت) ساقط من (ر).
(¬4) في (ر): (والمغرب، فأما المغرب).
(¬5) انظر: النوادر والزيادات: 1/ 146. والذي وقفت عليه في البيان والتحصيل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} فذلك المغرب والعشاء والصبح. انظر: البيان والتحصيل: 1/ 323.
(¬6) النوادر والزيادات: 1/ 146.

الصفحة 225