كتاب التبصرة للخمي (اسم الجزء: 5)

فصل [في عجز المظاهر عن الصوم]
عجز المظاهر عن الصوم يبيح الكفارة بالإطعام، وذلك على وجوه: المرض وضعف البنية، والمتعطش الذي لا يستطيع معه الصوم، ويختلف إذا كان في زمن حر، ولو كان في زمن برد لقدر على الصيام، فعلى قول ابن القاسم: لا يجزئه الإطعام، ويصبر حتى يصير إلى زمن البرد فيصوم، قياسًا على المريض يطول به المرض، ولا يجد ما يشتري به رقبة- أنه يصبر حتى يصح، ولا يجزئه الإطعام. وعلى قول أشهب: يجوز له الإطعام، وليس عليه (¬1) أن يصبر إلى زمن البرد، وإن كان في سفر لم تجزئ الكفارة بالإطعام، وسواء ظاهر في السفر، أو الحضر ثم سافر، وهو في ذلك بخلافه في صوم (¬2) رمضان، لقوله سبحانه في المظاهر {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ} [المجادلة: 4]، وهذا مستطيع، وأباح الله عز وجل الفطر في رمضان إذا كان في السفر وإن كان مستطيعًا، وقد ينعكس الجواب في المقيم، فيتوجه الخطاب بصوم زمضان دون المظاهر (¬3)؛ لأن هذا شهر، وهذا شهران، فقد يعجز عن متابعة شهرين، ولا يعجز عن متابعة (¬4) شهر.
وأما المريض فهو على أربعة أوجه: قريب البرء، وبعيده، مُؤْيَس (¬5) من البرء، ومشكوك فيه، فإن كان البرء قريبًا، لم يجزئه الإطعام، ويجوز (¬6) ذلك مع
¬__________
(¬1) في (ب): (له).
(¬2) قوله: (بخلافه في صوم) يقابله في (ح): (مخالف لصوم).
(¬3) في (ب) و (ح) و (ق 10): (الظهار).
(¬4) قوله: (متابعة) ساقط من (ح).
(¬5) في (ح): (يؤوس).
(¬6) في (ح): (يجزئ).

الصفحة 2346